تاريخ وأهمية الشؤون الاجتماعية والثقافية والزراعية

مع بداية الثورة الإسلامية وهزيمة الأعداء، بدأت المؤامرات والحقد من قبل الدول الاستبدادية والمتغطرسة ضد جمهورية إيران الإسلامية الحبيبة في مختلف المجالات وتزايدت هذه المؤامرات مع مرور الوقت، وهذه حقيقة لا تخفى على أحد. مع رغبتها المتعجرفة لتحقيق أهدافها غير المشروعة، لم تفوت الدول الغربية أي فرصة لتحدي أهداف وتطلعات الثورة. تتمتع المناطق المحرومة والحدودية بخصائص ثقافية واقتصادية واجتماعية خاصة جعلت عيون الأعداء الجشعة مثبتة عليها لتعطيل الثورة. إن من المناسب والمنطقي للغاية اتخاذ إجراءات لإحباط العدو باستخدام القدرات المحلية لتعميق القطاع الداخلي وخلق أمن دائم من خلال تنفيذ مشاريع تنموية وثقافية وتعليمية وإغاثية، وبقدر الإمكان السماح لسكان هذه المناطق استغلال المراكز المذكورة للصالح العام.

إن الحضور الواسع في هذا المجال وتقديم الخدمة لهذه الفئة المحرومة لن يجلب الرضا الإلهي والتشجيع لأهالي تلك المناطق فحسب، بل يعتبرأيضاً أحد أهم طرق التعامل مع حرب الأعداء الناعمة.

إن أوامر دين الإسلام برعاية المحرومين والمضطهدين وكذلك رغبة الإمام الخميني (رحمه الله) والإمام الخامنئي برعاية المحرومين والمضطهدين تستلزم وجود هيكل تنظيمي للقيام بهذه المهمة. وانطلاقاً من هذه الحاجة، ومن أجل القضاء على الحرمان والحفاظ على الأمن الدائم وتعميق الاستيعاب الداخلي في المناطق الحساسة والمحرومة والحدودية من البلاد، في عام 2008م تم إنشاء وكالة الشؤون الاجتماعية والثقافية والزراعية وبدأت العمل في معسكر خاتم الأنبياء(ص) للإعمار.

يتمتع الحرس الثوري الإيراني، باعتباره أحد أكبر المؤسسات الحكومية والشعبية في الدولة، بقدرة كبيرة على المشاركة في مختلف المجالات، فهو لم يقتصر على تغطية جغرافية الدولة بأكملها من خلال التعبئة في جميع المناطق الحضرية والريفية فقط، ولكن لديه أيضاً مجموعة متنوعة من المهام وعدد كبير من الفئات التابعة في طبقات ورتب مختلفة وفي مواضيع مختلفة.

هذه القدرة كانت سبباً لأن يصبح الحرس الثوري الإيراني، والذي يعد قوة ردع قوية تركز على الاستعداد الدفاعي، منظمة متعددة الأغراض نشطة في جميع المجالات التي تحتاجها الدولة، لذلك، ينبغي أيضاً تحديد نطاق التوقعات من الحرس الثوري الإيراني وفقاً لهذه القدرات.

في الوقت الحاضر تُعد المشاركة في مجال الإعمار والقضاء على الحرمان من بين عشرات بل مئات القضايا التي تعتبر من أهم مهام الحرس الثوري الإيراني، فلماذا ظلت هذه القضية على رأس شعارات النظام الجمهوري الاسلامي  بالرغم من أن العديد من المعوقات والعوامل مثل الحرب المفروضة حالت دون التطبيق الكامل لها حتى الآن، إلا أن مشكلة التنمية الشاملة، وخاصة التنمية الريفية، تشكل نسبة أعلى من احتياجات البلاد، فهي لا تزال تطرح كمحور رئيسي.

كما ذكرنا، شهدت التنمية الريفية في السنوات التي تلت الثورة الكثير من التنوع والزيادة الكمية والنوعية، ومن الأمثلة على ذلك إمدادات المياه والكهرباء والطرق الريفية وعشرات من المجالات الأخرى، بما في ذلك التنمية في مجالات الاتصالات السلكية واللاسلكية والصحة والتعليم وغيرها، لكن نتيجة لعوامل مختلفة مثل التكاليف الباهظة للحرب المفروضة، والزيادة السكانية الكبيرة، وزيادة عدد المهاجرين وغيرها من المشاكل المماثلة، يبدو أن الطريق لا يزال طويلاً للوصول إلى الوضع المطلوب. ولن يكون ممكناً ملء هذا الفراغ إلا بمشاركة جادة ومتبادلة من الشعب والحكومة ومن خلال حركة ثورية تقوم بها مؤسسة منبثقة عن نص الثورة، مثل البسيج والحرس الثوري الإيراني.

يتطلب تنفيذ موضوع الإعمار و القضاء على الفاقة والحرمان  أولا وقبل كل شيء تقديم تعريفات واضحة وصريحة للكلمات المتعلقة بالمجال من أجل ترتيب الاستعدادات وإعداد الشروط لتنفيذ العمل في شكل خطة محددة وهادفة.

 
login