أهمية صناعة النفط والغاز في إيران

تطورت أنشطة التنقيب في إيران وتوسعت تدريجياً بعد تأميم صناعة النفط وتشكيل شركة النفط الوطنية الإيرانية. مع انتصار الثورة الإسلامية وتحجيم دور المقاولين الأجانب، عُهد بسلسلة من عمليات التنقيب والحفر واستغلال موارد النفط والغاز الإيرانية إلى موظفين ومدراء محليين.

تسارعت وتيرة أنشطة الاستكشاف تدريجياً في العقد الثاني بعد الثورة  ؛ حيث كانت كمية النفط المكتشفة في هذه الفترة تقريبًا ضعف ما كانت عليه في الفترة السابقة.  من أهم اكتشافات هذا العقد اكتشاف "حقل غاز فارس الجنوبي "، وهو أكبر حقل غاز في العالم.

يقع حقل غاز فارس الجنوبي على الحدود المائية المشتركة بين إيران وقطر في الخليج الفارسي، على بعد 115 كيلومترًا من الساحل الجنوبي لإيران. تبلغ مساحة هذا الحقل حوالي 9700 كيلومتر مربع، منها حوالي 3700 كيلومتر مربع تقع في مياه جمهورية إيران الإسلامية. يحتوي حقل الغاز الضخم هذا حوالي 8٪ من الغاز العالمي وحوالي 47٪ من احتياطيات الغاز في البلاد. من حيث الموقع الجغرافي، يقع ثلث حقل الغاز في المنطقة الجغرافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع ذلك، فإن الإستخراج من هذا الحقل يشبه السباق ويعتمد مقدار الإستخراج من كلا الجانبين على مقدار الاستثمار والقدرة على الإستخراج من هذه المنطقة المشتركة.

في عام 1998، أدرجت حكومة جمهورية إيران الإسلامية في خطة عملها استغلال احتياطيات الطاقة التي وهبها الله في هذه المنطقة، ولهذا الغرض، ومن أجل استخراج موارد النفط والغاز في حوض فارس الجنوبي، تم توقيع 24 مرحلة للتطوير وتم اختيار مينائي "عسلوية" و"تمبك" على بعد 270 و 220 كم جنوب شرق "بوشهر" كمنطقة ساحلية لإنشاء المرافق البرية وتطوير هذا الحقل.

إن تطوير حقل فارس الجنوبي للغاز سيحقق أرباحًا ضخمة للبلاد وسيسرع الطريق نحو تحقيق رؤية صناعة النفط والغاز الإيرانية في أفق عام 2025م. حيث يهدف الى تلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي، حقن الحقول النفطية، وتصدير الغاز ومكثفات الغاز، وكذلك توريد البتروكيماويات، واستكمال مراحله الـ 24 واستخراج أكثر من 700 مليون متر مكعب من الغاز في اليوم . 

كان هذا أثناء تشديد الحصار الاقتصادي على البلاد، حيث قامت الشركات الأجنبية والمستثمرين الأجانب، بما في ذلك  شركات توتال، بتروناس، شتات أويل، غازبروم، إيني، ديلم، هيونداي والعديد من الشركات الأجنبية الأخرى التي كانت تقوم  بتنفيذ المراحل الأولية من فارس الجنوبي بإفراغ موقع البناء فجأة وتركوا البلاد مع الكثير من الأعمال الأساسية والمشاريع غير المكتملة ؛ في مثل هذه الظروف، كذراع تنفيذي متخصص لمشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات، دخل مقر خاتم الأنبياء(ص) للإعمار والشركة القابضة المتخصصة للنفط والغاز والبتروكيماويات والشركات التابعة لها  هذا المجال وتولوا تنفيذ المرحلتين 15 و 16 من المشروع مصميين على تنفيذ المهمة وفقًا لاستراتيجية وثيقة الإعمار. وبناءً على الثقة الوطنية، في تموز / يوليو  2006 م  تم توقيع عقد تطوير المرحلتين 15 و 16 من فارس الجنوبي بين شركة النفط الوطنية الإيرانية ومقر خاتم الأنبياء(ص) للإعمار. ووفقًا لهذا العقد، تم تسليم تنفيذ تطوير المرحلتين 15 و 16 من فارس الجنوبي إلى المقر وفي الواقع إلى الشركات التابعة للقابضة والذي يشمل منصات الإنتاج وخطوط الأنابيب البحرية والمصفاة البرية، في شكل EPC،  حيث التزمت بتنفيذ جميع المراحل الهندسة والمشتريات والتوريد والتنفيذ والتركيب ومراحل ماقبل التشغيل والتشغيل واختبار الأداء. نظرًا للتنفيذ الجيد للعمل بالمرحلتين 15 و 16 ورضا صاحب العمل عن ذلك، أصبحت هذه المراحل نموذجًا لتنفيذ المراحل الأخرى المتبقية من فارس الجنوبي، حيث اُوكِل تنفيذ المرحلة 13 والمراحل 22 و 23 و 24 إلى المقر.

 
 
login